أصبح العلماء قاب قوسين من القضاء على الأمراض الوراثية في أجيال المستقبل باستخدام تقنية جديدة لتبادل الجينات بين البويضات البشرية غير المخصبة قبل زرع الأجنة المخصبة صناعيا في الرحم.
فقد تم تجربة التقنية بنجاح على القرود المخبرية، ويعتقد الباحثون أن الوضع آمن الآن بما يكفي لتطبيق التجارب السريرية على آلاف النساء المعرضات لخطر ولادة أطفال مصابين بأوهن الأدواء الوراثية.
ومثل هذا الإجراء -بحسب إندبندنت- يمكن أن يشق طريقا جديدا ويثير مخاوف أخلاقية جديدة حول توجه أبحاث التلقيح الصناعي لأنه قد يقود إلى تغيرات دائمة في التركيبة الوراثية للأطفال التي يمكن أن تمرر إلى الأجيال اللاحقة لنفس الأسر.
ويقوم هذا النوع من العلاج الجيني بتغيير الحمض النووي للسائل المنوي أو البويضة وهو محظور في بريطانيا بسبب مخاوف من سلامته واحتمال أن يؤدي إلى تخليق "أطفال حسب التصميم".
لكن فقرة في قانون التخصيب وعلم الأجنة البشرية الجديد، المقرر تطبيقه في الأول من أكتوبر، يمكن أن تسمح لنوع من العلاج الجيني المتضمن للحمض النووي لما يعرف طبيا بالمتقدرات، الموجودة خارج الكروموسومات، دون الحاجة إلى تغييرات في التشريع الأولي وتصويت برلماني.
والمتقدرات، وهي أشبه بمحطات طاقة دقيقة للخلايا وحمضها النووي، الموجودة خارج النواة، تورث وحدها مع الخط الأمومي.
ومن المقدر أن طفلا لكل مائتي طفل يولدون بتحولات في المتقدرات، البعض منها يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة دائمة، مثل أمراض العضلات والأعصاب وكذلك السكري والسرطان.
وتضمنت الدراسة التي أجريت على قرود الماكاك الآسيوية تجديد متقدرات بويضاتها بواسطة النقل الإجمالي لكروموسومات واحدة من بويضاتها إلى بويضة أنثى متبرعة أزيلت كروموسوماتها لكي يبقى فقط حمضها النووي المتقدر.
وكان الهدف، كما أشارت الصحيفة، هو اختبار جدوى أخذ بويضات من النساء المصابات بواحدة من الـ150 اضطرابا في الحمض النووي المتقدر واستخدامها لتخليق بويضات سليمة بنقل كروموسوماتها إلى بويضات المتبرعة التي ليس لديها كروموسومات لنفسها.
والبويضة الناتجة يمكن أن يكون لها حمض نووي من امرأتين ويمكن أن ينجم عنها جنين له ثلاثة أصول وراثية، عندما تخصب بسائل منوي.
وفي هذه الدراسة الحديثة تم ولادة أربعة قرود أصحاء باستخدام التقنية المذكورة، وقال العلماء بعدم وجود دليل على أن الإجراء غير آمن وإنهم يخططون للمضي في التجارب السريرية على البشر خلال سنوات قليلة.
وقال أحد الباحثين اللذين شاركا في الدراسة، في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بيفرتون بولاية أوريغون الأميركية، إن "هذا البحث من الناحية النظرية قد بين إمكانية تطبيق هذا العلاج على الأمهات الحاملات أمراض الحمض النووي المتقدر كي نتمكن من منع هذه الأمراض من الانتقال إلى ذرياتهن"